التطور الرقمي وتأثيره على اللغة العربية

يعتبر موضوع اللغة العربية وتأثرها بالتطور الرقمي من الموضوعات الجديرة بالاهتمام بالفعل. فنحن نتأثر بالتكنولوجيا في حياتنا اليومية في كل لحظة وتتأثر أيضا معها لغتنا التي نتحدث بها. فمن الطبيعي أن نجد تلك الهيمنة التكنولوجية متجلية في لغتنا العربية، كما أنه من المتوقع أيضا أن يكون لها تأثيرات ايجابية وأخرى سلبية على اللغة العربية. لذلك يفترض علينا كأصحاب لغة عريقة وأمناء عليها، أن نستفيد من هذا التأثير ونوجهه لصالح اللغة العربية بحيث نحسن استخدامها ونساعد في مساهمتها مع التطور الرقمي.

تابع معنا وسوف تقرأ في هذا المقال عن: 

• كيف تأثرت اللغة العربية بالتطور الرقمي

• كيف نواجه هذه التأثيرات السلبية للتطور الرقمي 

• دمج اللغة العربية مع التطور الرقمي

• حلول لزيادة فعالية اللغة العربية وتوظيفها في التطور الرقمي

كيف تأثرت اللغة العربية بالتطور الرقمي؟

من الملاحظ في الآونة الاخيرة انتشار وتداول التعابير اللغوية المتأثرة بالتكنولوجيا والتطور الرقمي، حيث أن هذه التعابير لم تكن موجودة من قبل. على سبيل المثال، نلمس الآن مصطلحات مستحدثة شائعة ومتداولة في مناحي كثيرة كالعملات الرقمية، والهواتف الذكية، السحابة الالكترونية، وغيرها. بالتالي نلاحظ أن هذه المصطلحات  لم تكن مألوفة ولا معروفة من قبل، لأن ليس لها دلالة لغوية أو معاني واضحة.

وهكذا يمكننا القول أن للتكنولوجيا والتطور الرقمي  دور هام وملموس في التأثير على اللغة العربية تأثيرا ايجابيا لأنها تعمل على توليد تعابير جديدة لم تكن موجودة أو مألوفة من قبل.

ومن التأثيرات المقبولة أيضاً على اللغة العربية هي أن سيطرة الثورة الرقمية  والتطور التكنولوجي ازدادت مؤخرا واتسع نطاق تأثيرها على مفردات اللغة العربية،  وبات موجوداً في حياتنا اليومية. على سبيل المثال دعنا ننظر للأجهزة المنزلية فهناك انتشار كبير لتداول كلمات مثل: "هيتر" أو "توستر" أو "فريزر" أو "ريموت" أو "ريسيفر" ، وهذه الألفاظ دخيلة على اللغة العربية من اللغات الأجنبية الأخرى. وأصبح  الناس يستخدمونها ويتعاملون معها وكأنها كلمات من صميم لغتهم العربية الأصلية، وجرت على اللسان بسهولة كالمفردات العربية تماماً.

في المقابل هناك بعض التأثيرات الأخرى السلبية، حيث نجد بعض الناس وخاصة من فئة الشباب، يقومون بالخلط أو الاستبدال بين ألفاظ  ذات أصل عربي  وبين ألفاظ أخرى أجنبية، ويعتبرها البعض مظهراً من مظاهر الحضارة والرقي، فذلك بالتأكيد يضر باللغة العربية.

بالإضافة إلى ذلك هناك سوء استخدام للحروف والكلمات العربية من قِبل الجيل الجديد من الشباب، فأصبح للأسف يحرف ويغير شكل الكلمة  وصورتها المألوفة للعين إلى شكل مختلف بل مشوه.

كيف نواجه هذه التأثيرات السلبية للتطور الرقمي ؟

بالطبع مواجهة هذه الظاهرة ليست بالأمر السهل ويجب أن لا نتكاسل أو نتأخر حتى تنتشر هذه المظاهر السلبية بين الناس. وبعد ذلك سنضطر إلى البحث عن حلول وعلاجات ستكون قد أصبحت صعبة حينها. لابد أن يكون هناك مبادرات فردية وجماعية وعلى مستوى اقليمي أيضاً وفي الوقت المناسب، لأن المجتمع كله مسؤول عن مواجهة هذه المشكلة. وإذا ما تعاملنا مع هذه اللغة على أننا نحب هذه اللغة  ونهتم بها كما يجب ونريد بقائها، فسوف ينعكس ذلك على الأجيال الحاضرة والقادمة.

دمج اللغة العربية مع التطور الرقمي

اللغة العربية لغة الماضي والحاضر والمستقبل  وهي لغة صالحة للتعامل بها في كل المجالات بصورتها الأصلية وليست بالصورة المحرفة والمشوهة. لذلك، سوف نتحدث في هذا المقام عن التطور الرقمي ومواكبته في المنطقة العربية.

تُظهر المؤشرات أن هناك فرص كبيرة من الاستفادة من التقدم والانتشار السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصال وإمكانية توظيفها في اللغة العربية في شتى مناحي الحياة. 

لاحظ معنا هذه الأرقام التي تم إحصاؤها في الوطن العربي :

- هناك 107 تلفون نقال لكل 100 فرد .

- هناك أكثر من 100 مليون ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك والواتس أب.

- شهد العالم العربي زيادة الانفاق على تطوير تطبيقات تكنولوجيا الاتصال والمعلومات بلغ مقدارها 9.5 بليون دولار في عام 2017

- وصل عدد مستخدمي الانترنت في العالم العربي 226 مليون مستخدم عام 2018 وهم يمثلون نحو 55% من السكان وبزيادة قدرها 7% عن المعدل العالمي.

- كما انتشرت في الوطن العربي منصات الكترونية تقدم التعلم باللغة العربية  مثل:

1.  مؤسسة خان أكاديمي التي قامت بترجمة جانب من برامجها وقدمته من خلال محتوى رقمي باللغة العربية.

2.  منصة نفهم التي تقدم خدمات تعليمية لتلاميذ المدارس من خلال شرح المناهج الدراسية في ست دول عربية. وتقدم كذلك بعض برامج التعلم غير النظامي للكبار باللغة العربية.

3.  الجامعات الافتراضية والالكترونية في الامارات والسعودية وسوريا ومصر وتونس ولبنان.

4.  شركة وسائط التعلم في المغرب ومكتبة الاسكندرية في مصر وهما تقدما برامج للكبار بلغات متعددة.

5.  أنشأت مصر والسعودية منصات تعليمية موظفة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

6.  بدأت البحرين برنامج التمكين الرقمي باللغة العربية  عام 2014 واستخدام استراتيجيات التعلم الالكتروني.

حلول لزيادة فعالية اللغة العربية وتوظيفها في التطور الرقمي

يمكننا أن نلخص لك بعض النقاط المساهمة في تحسن مدى فعالية اللغة العربية وتوظيفها في التطور الرقمي:

•  في توافر البنية التحتية المعلوماتية واتاحة الدخول للأجهزة والشبكات التي يجب أن تغطي المساحة الجغرافية لكل قِطر.

•  بناء وتطوير المحتوى المناسب لغوياً بطريقة رقمية تناسب خصائص اللغة العربية.

•  إنشاء مراكز تكنولوجية مجتمعية في المناطق الحدودية والفقيرة.

•  تدريب المعلمين.

إن اللغة العربية لغة عالمية ومتداولة في كثير من الوسائط التكنولوجية، فهي اللغة الاساسية لكثير القنوات الفضائية والتي هي على مستوى عالمي، وللعديد من الإذاعات المشهورة التي مقرها مدن أجنبية. وبالرغم من ذلك فهي تستخدم اللغة العربية الأصلية والصحيحة والمضبوطة تماماً. هذا ما ساعد على انتشار اللغة العربية ومواكبتها للتطور الرقمي ومسايرتها للعصر التكنولوجي.

لم تكن اللغة العربية أبداً لغة صعبة وفذة وغير مرنة، بل هي لغة سلسة و قريبة من كل حدث، وهي لغة المشاعر، ولغة العلم، ولغة الحضارة والتراث، وهي لغة لكل زمان ومكان، ولها القدرة الكاملة على أن تواكب كل التطورات العلمية والتكنولوجية والرقمية.

ختاماً

لا بد من إعادة النظر في استخدامنا للغة العربية، لأنها هي الكنز المدفون، والمحافظة عليها وعلى سلامتها سيعزز من نفوذها وسيطرتها وفرض نفسها في التحول الرقمي الجديد. ومهمتنا الأولى  في هذا الوقت أن نحافظ على ضبط سلامة اللغة العربية فنحن أمناء عليها لأنها لغة القران الكريم و لغة الوجود.

وفي هذا السياق  نود أن نشكر جهود منصة أفضل التحليلات التي عملت على مساعدة العرب في أعمالهم في شتى المجالات التسويقية، حيث قامت بتقديم محتوى و بتطوير أدوات وبرمجيات باللغة العربية والتي تعتبر الأولى من نوعها في الوطن العربي في مجال التسويق الإلكتروني وتحليل البيانات.

للمزيد من المعلومات يرجى زيارة منصة أفضل التحليلات. منصة تقدم لك خدمة جمع وتحليل جميع بياناتك التسويقية في كافة مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، و تمكين المسوقين الرقميين بتقارير تساعدهم على تطوير استراتيجيات فعالة.