اللغة العربية واليونسكو يجتمعان معًا

للغة قيمة جوهرية كبرى في حياة كل أمة. فهي أداة تحمل الأفكار وتنقل المفاهيم فتقيم بذلك علاقات وروابط بين أبناء الأمة الواحدة؛ وبها يتم الانسجام والتقارب والتفاهم بينهم. وتعد اللغة فكر ناطق، بينما التفكير لغة صامتة، وبهذا تكون اللغة معجزة الفكر الكبرى.  فماذا عن اللغة العربية بالتحديد؟ 

ولماذا اعترفت اليونسكو بها كواحدة من اللغات الرسمية الستة للجمعية العامة وهيئاتها؟ 

سنتطرق في هذا المقال إلى عدة عناوين:

• اعتراف اليونسكو بالعربية كلغة رسمية

• تاريخ اللغة العربية 

• منصة أفضل التحليلات واللغة العربية

  ---

اعتراف اليونسكو بالعربية كلغة رسمية

تعتبر العربية واحدة من اللغات الست التي اعترفت بها الأمم المتحدة كلغة رسمية للجمعية العامة وهيئاتها. حيث أصبحت تستخدم في دبلوماسياتها وعملياتها، وفي اجتماعات الأمم المتحدة والمستندات الرسمية كباقي اللغات. وهم: الإنجليزية، الصينية، الفرنسية، الروسية، والإسبانيةـ ولم تكن اللغة العربية بينها، حتى اكتسبت ذلك الاعتراف في 18 ديسمبر/ كانون الأول عام 1973. وفي عام 2010 حددت اليونسكو وهي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يوم 18 ديسمبر كاليوم العالمي للغة العربية. وذلك من أجل الاحتفال بالتعددية اللغوية والتنوع الثقافي، وكذلك لتعزيز الاستخدام المكافئ لجميع اللغات الرسمية الست في جميع أنحاء المنظمة. 

يمثل اليوم العالمي للغة العربية فرصة لاستكشاف تاريخ وثقافة وتطور اللغة العربية. وبهذه المناسبة عادةً ما تستضيف اليونسكو ثلاث موائد مستديرة مخصصة لمناقشة موضوع ذلك اليوم تحت شعارات معينة. فعلى سبيل المثال: كان شعار اليوم لعام 2018 "اللغة العربية والشباب"، بينما في عام 2021 "اللغة العربية جسر للتواصل بين الحضارات". ويعد ذلك اليوم فرصة لمد جسور التواصل بين الشعوب عن طريق الثقافة والعلم والأدب وغيرها من المجالات. 

تاريخ اللغة العربية 

يقول المؤرخ والفيلسوف الفرنسي إرنست رينان: "اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة". هي معجزة الله الكبرى في كتابه المجيد، لغة العرب والمسلمين التي نقلوها إلى العالم. فاستعربت شعوب غرب آسيا وشمال أفريقيا بالإسلام فتركت لغاتها الأولى وآثرت اللغة العربية. فحبهم للإسلام هو الذي عربهم، فهجروا دينًا إلى دين وآثروا لغة على لغات أخرى. 

أصول اللغة العربية وعراقتها

اللغة العربية من أقدم اللغات وأكثرها نطقًا ضمن مجموعة اللغات السامية وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم. حيث يبلغ عدد متحديثها ما يزيد عن 400 مليون نسمة. وما زالت تتمتع حتى يومنا هذا بخصائصها من ألفاظ وتراكيب وصرف ونحو وأدب وفن. كما وأنها غنية بمصطلحات في شتى المجالات قد لا يوجد لها معانٍ متطابقة في لغات أخرى. وهذا ما يجعل من العربية لغة متفردة بصياغتها وعظمة قيمتها وثقافتها التي لا تمثالها أي من لغات الأرض، وبها توحد العرب قديمًا وبها يتوحدون اليوم ويصنعون تاريخًا مشرفًا. 

حضارة اللغة العربية

تتكون الحضارة بشكل رئيسي من المعرفة، العقائد، الفن، الأخلاق، القانون، والعرف. وكل تلك المكونات تتشكل عبر منظار اللغة، فاللغة هي المعبر الحقيقي للقوة التي تستند إليها أية حضارة تريد لنفسها البقاء. ومن هذا المنطلق، فإن القدرات والعادات التي يكتسبها الإنسان في مجتمعه أغلبها تنتقل له عبر لغته الأم. فاللغة العربية هي الأداة التي يمكننا من خلالها أن نبني المفاهيم الخاصة بنا، وأن نحقق وجودنا بالإنتاج الأدبي العربي الذي يمثل الواجهة الأساسية لنا أمام العالم من حولنا. 

وفقًا لليونسكو، فإن اللغة تندرج في عداد أهم عوامل التقارب والترابط بين الشعوب. وتُعتبر اللغة العربية على وجه التحديد من أكثر اللغات التي ساهمت في التواصل الحضاري بين الدول. كونها الركيزة المشتركة التي تجسد ثراء الوجود الإنساني، وتُتيح الانتفاع بالعديد من الموارد الخاصة بها، والدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره. كما ويزخر تاريخ لغة الضاد بالشواهد التي توضح الصلة الوثيقة التي تربطها بالعديد من لغات العالم الأخرى. وهذا الترابط ساعدها في نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة. 

منصة أفضل التحليلات واللغة العربية

وختامًا، إن أفضل خدمة نقدمها للغة العربية اليوم هي الحفاظ عليها ونشرها واستخدامها في حياتنا اليومية والرقمية. لأن التغافل عن تلك المسوؤلية سيؤدي بلغة الضاد لأن تكون مهمشة، كما وسيؤثر على تاريخها وثقافتها الممتدة منذ القدم. لذا؛ فإن تلك المسؤولية تقع ليس فقط على عاتق الدول والمؤسسات فحسب وإنما على كل فرد عربي يستطيع نشر واستخدام اللغة العربية في أي مكان وأي وقت كان. وهذا الهدف الفعلي من تواجد أفضل التحليلات كمنصة عربية تقدم الخدمات التسويقية للسوق العربي. 

يمكنك الاطلاع على المزيد من المقالات المتعلقة باللغة العربية من هنا.