ما مدى نمو وتطور المحتوى العربي الرقمي

المحتوى العربي هو ما يدون أو يعرض أو يسجل على الانترنت باللغة العربية. تختلف أنواع المحتوى، فهناك محتوى نصي أو مرئي أو سمعي، وتختلف أماكن تواجد هذا المحتوى على شبكة الانترنت. فمنه ما نجده على المواقع الالكترونية المختلفة أو على صفحات السوشال ميديا أو على محركات البحث أو على التطبيقات والبرامج المتنوعة أو على الاذاعات الالكترونية.

هناك أسباب وعوامل لعبت دور هام في صناعة هذا محتوى العربي  وحضوره في العالم الرقمي. سوف نتناول في مقالتنا أهمية المحتوى الرقمي ومدى نموه وتطوره على مر السنين وفي ظل التقدم التكنولوجي ومقارنته بالمحتوى الرقمي العالمي ككل.

تابع القراءة لتتعرف على :

•   أهمية المحتوى العربي الرقمي

•   أسباب قلة وضعف المحتوى العربي الرقمي

•   كيف نحافظ على المحتوى العربي الرقمي ونزيد من نسبته عالمياً

1. أهمية المحتوى العربي الرقمي

تبرز أهمية المحتوى العربي بالأساس للحفاظ على اللغة العربية والحفاظ على الهوية والتراث. وأيضا للمساعدة في تمكين جميع شرائح المجتمع من الوصول إلى المعلومات والمعرفة. أما على صعيد القطاعات ومجالات الأعمال المختلفة، فإن الاهتمام بالمحتوى العربي الرقمي يفتح المجال للفرص الاقتصادية والاستثمارية نظراً لأن الاقتصاد العالمي يرتكز على الاقتصاد المعرفي.

وعلى الرغم من ذلك،  فإن مؤشر حجم المحتوى العربي الرقمي يعطي نسبة لا تتجاوز ال 3% مقارنة بحجم المحتوى العالمي. وإن كانت هذه النسبة تقديرية ويصعب تحديدا بدقة عالية، إلا انها تعتبر قليلة وضعيفة جدا حتى وإن زادت قليلا عن ذلك.  فما السبب وراء ذلك ؟ هل لأن لغتنا فقيرة المحتوى؟ أو أنها غير عصرية بما في الكفاية؟ أو لأنها غير مرنة ولا تتواكب مع التقدم الرقمي والتكنولوجي؟!

2. أسباب قلة وضعف المحتوى العربي الرقمي

على الرغم من أن هناك 96 مليون عربي يستخدمون الانترنت، لكن حضور المحتوى العربي لا يتعدى 3% من النسبة العالمية. مؤخرا ، ظهرت ظاهرة جديدة وهي "العربيزي" وهي تعني كتابة الكلمات العربية بالحروف الانجليزية . أو استخدام الكلمات الدارجة الان على الألسن مثل: "بوست-تويت - شير - لايك - كمبيوتر - هاتف" وكل هذه المفردات لديها مقابل في اللغة العربية، لكن الكلمات الانجليزية أكثر شهرة خصوصا في عالم التقنية والانترنت.

• دعنا نسرد بعض الأسباب والعوامل الأكثر أهمية في قلة وضعف المحتوى الرقمي:

1.  قلة رقمنة الانتاج المعرفي العربي والكم الهائل من المفردات العربية لكونها أغنى اللغات في العالم.

2.  قلة وضعف عمليات الترجمة مقارنة باللغات الاخرى الأكثر انتشاراً.

3.  العام الرقمي حيث قلة الأدوات المتاحة لمعالجته أو غياب كفاءتها.

4.  عدم مواكبة المؤسسات الثقافية لموجة النشر الرقمي.

5.  صعوبة رقمنة النصوص العربية مقارنة باللغات اللاتينية التي تكتب كلماتها منفصلة الأحرف.

6.  عدم دعم البرمجيات والاجهزة للغة العربية.

3. كيف نحافظ على المحتوى العربي ونزيد من نسبته عالمياً

لخصت "هناء الرملي"- كاتبة ومحاضرة وباحثة وخبيرة استشارية في شؤون الإنترنت وثقافة استخدام الإنترنت للأسرة والطفل، في لقاء لها على إذاعة مونت كارلو الفرنسية طرق المحافظة على المحتوى العربي الرقمي. وذكرت أنه مسؤولية مشتركة بين المؤسسات والأفراد، وعلى كل منهما أخذ دور أو أكثر من هذ الأدوار والمساهمة في إثراء المحتوى العربي الرقمي:

• يجب على المؤسسات الإعلامية التوعية بأهمية صناعة المحتوى العربي الرقمي والإعلام عنها وتسويقها حتى يسهم جميع أفراد المجتمع العربي في بناءها.

• إقامة المؤتمرات والندوات وورش التدريب التقنية والثقافية المتخصصة في إثراء المحتوى العربي.

• إقامة المسابقات على مستوى الوطن العربي لإشراك الأفراد في صنع المحتوى بكافة أشكاله.

• دعم المشاريع الواعدة والمبتكرة لصنع المحتوى الرقمي ودعم المبرمجين والتقنيين لإقامة مشاريع تتخصص لإثرائه.

• إشراك طلاب الجامعات من مختلف التخصصات في صنع المحتوى العربي على الانترنت من خلال مشاريع التخرج ورسائل واطروحات الدراسات العليا.

• على طلاب الجامعات قسم اللغويات والترجمة المساهمة في صناعة المحتوى العربي، بالترجمة من اللغات العالمية للغة العربية.

• دور الاعلام المطبوع في نشر ارشيفه على الانترنت وكذلك المؤلفين والباحثين من نشر كتبهم بالصيغة الرقمية.

• يجب أن يكون هناك جهة رسمية معتمدة في كل دولة عربية يقع على عاتقها وضع برنامج وطني متكامل باستراتيجية وخطة تنفيذ مدروسة لإثراء المحتوى العربي.

  ---

خلاصة القول

لغتنا العربية تحظى بمكانة عالية وبتقدير كبير على أرض الواقع، ولها يومها الدولي الخاص، وهي إحدى اللغات الرسمية للأمم المتحدة. لكنها تواجه تحديات ثقافية وتقنية ومؤسساتية.  ولعل ضعف حضورها في العالم الرقمي هو بسبب عدم تقدرينا نحن كعرب للغتنا وإهمالها والنظر لغيرها من اللغات على انها متقدمة وعصرية وسهلة الاستخدام. لذلك لنبدأ في تغيير هذا الواقع السيء وتطوير وجود لغتنا رقمياً، والعمل جاهدين على النهوض بها على كل الأصعدة.

وفي هذا السياق نثمن جهود منصة أفضل التحليلات، المنصة العربية الأولى من نوعها في التسويق الالكتروني الذي كان يعتمد بشكل كامل على اللغة الانجليزية. فقد سعت منصة أفضل التحليلات لتوفير محتوى عربي كامل و ذات جودة عالية، بالإضافة إلى الخدمات والمنتجات التي تقدمها أيضا باللغة العربية والتي تخدم المسوقين وأصحاب الأعمال في أعمالهم التسويقية. قم بزيارة مدونة أفضل التحليلات لقراءة المزيد من المقالات. يسعدنا أن تكتشف المنصة لتبدأ بتجربتك المجانية معنا..

للمزيد من المعلومات والاستفسارات:  اتصل بنا