حضور المحتوى الرقمي العربي على الإنترنت

تعد اللغة العربية واحدة من أكثر لغات العالم شهرة وانتشارًا، حيث أنها تحتل المركز الرابع بين اللغات المستخدمة بشكل كبير. ويتحدث العربية كلغة أولى حوالي 474 مليون نسمة، وكلغة ثانية أكثر من 274 مليون نسمة حول العالم. ووفقًا لتقرير إحصاءات عالم الإنترنت  فإن "العربية هي الأسرع نموًا على الانترنت". 

وتشير إحدى الدراسات إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستصل إلى حوالي 357 مليون شخص في غضون عام 2025، وهذا ما يؤكد نمو المحتوى العربي بنسبة عالية مقارنة بالمحتوى العالمي. ومع ذلك، يمثل المحتوى الرقمي العربي على الإنترنت جزءًا ضئيلًا جدًا من إجمالي المحتوى العالمي. 

لذا عزيزي القارئ دعنا نناقش في هذا المقال بعض الأسئلة المهمة:

1. ما هو مفهوم المحتوى الرقمي؟

2. ما هي أنواع المحتوى الرقمي؟ 

3. ما هي أهمية المحتوى الرقمي؟

4. ما هو المحتوى الرقمي العربي؟

5. ماذا عن واقع هذا المحتوى على الإنترنت؟ 

6. كيف يمكننا النهوض بالمحتوى الرقمي العربي؟

مفهوم المحتوى الرقمي

يُعرَّف المحتوى على أنه الكم الهائل من البيانات والمعلومات والمعطيات المتاحة في بنك المعلومات ومواقع الجامعات والمؤسسات وكذلك مراكز البحوث، وتتواجد هذه المعرفة على الحواسيب والشبكات الداخلية والخارجية، ويتم تخزينها خارجيًا وداخليًا.  هناك عدة مؤشرات لقياس المحتوى الرقمي، منها: عدد الصفحات المطروحة، وعدد المواقع، ووجود محركات البحث، ونسب الإقبال الفعلية، وعوائد الإعلانات. 

أنواع المحتوى الرقمي

يشمل المحتوى الرقمي كل أنواع المعرفة المتواجدة على الإنترنت، سواء كانت على شكل: 

1. نصوص.

2. مواد سمعية أو بصرية ثابتة ومتحركة.

3. خدمات متنوعة: الخدمة المرجعية الرقمية، والفهارس، ومراصد البيانات.

4. إمكانيات البحث المتعددة.

أهمية المحتوى الرقمي

بالنسبة للجنة الأمم المتحدة (الإسكوا) فإن أهمية المحتوى الرقمي تتمثل في أربعة مؤشرات اقتصادية واجتماعية: 

1. خلق فرص عمل للشباب، وبالتالي الحد من نسبة البطالة في العالم.

2. خلق سوق مهمة لترويج التطبيقات والبرمجيات.

3. التزايد السريع في أهمية الهواتف الذكية والإنترنت كأداة للتنمية الاقتصادية

4. الإسهام في صناعة المحتوى الرقمي العالمي ككل.

المحتوى الرقمي العربي

يُعرَّف المحتوى الرقمي العربي على أنه كل البيانات والمعطيات المطروحة باللغة العربية بشكل رقمي على الإنترنت أو على أقراص مدمجة أو أقراص الفيديو أو غيرها. ويشمل كل من مواقع الإنترنت والخدمات الإلكترونية، والمحتوى السمعي والمرئي، وكذلك البرمجيات المعربة وقواعد البيانات ومحركات البحث. 

أصناف المحتوى الرقمي:

1. محتوى رقمي حكوم: يمثل الهيئات الحكومية الرسمية والأجهزة المتفرعة عنها، بحيث أنها تتيح معلومات وأخبار ونشاطات رسمية متعلقة بتلك الجهات، وتقدم هذه الجهات العديد من الخدمات التي من شأنها أن تفيد مواطني الدولة. ومن أمثلة هذه الخدمات: المواقع التابعة للوزارات والمصالح الإدارية الاقتصادية والاجتماعية. 

2. محتوى رقمي إعلامي: يمثل المحتوى الذي يزودنا بالتغطية الإخبارية المستمرة. ومن أمثلته: مواقع الفضائيات والإذاعات، الصحف الإلكترونية، والمواقع الإخبارية.

3. محتوى رقمي تجاري: يتمثل في آليات كل من: التسويق، الترويج للمنتجات، وإشهار العلامات التجارية. ومن أمثلته: مواقع التجارة الإلكترونية، وخدمات البورصة والأسعار، وكذلك مواقع التسلية والترفيه التي تنشر الإعلانات التجارية بمقابل. ويمكن إضافة محركات البحث التي لا تقدم محتوى وإنما تقدم خدمة استرجاع المحتوى المتاح على مواقع أخرى.

4. محتوى رقمي ثقافي: يتمثل في المحتوى الذي له طابع تعليمي، فهو يشمل المعطيات والبيانات المجردة وغيرها. ومن أمثلته: مواقع المؤسسات التعليمية والأكاديميات، ومراكز البحوث العلمية، ومراكز مصادر التعلم، والمكتبات الإلكترونية.

5. محتوى رقمي تقني: يتمثل في كل ما له علاقة بمجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، والحواسيب والبرمجيات، وكذلك الشركات المنتجة والمصنعة. 

6. محتوى رقمي شخصي: يتمثل في كل ما ينتجه الأفراد بشكل شخصي وخاص، ومن أمثلته: المدونات الشخصية، والمنتديات والمواقع الشخصية. 

ما هو واقع المحتوى الرقمي العربي على الإنترنت

يشهد المحتوى الرقمي العربي انتشارًا وتقدمًا واضحًا، إلا أن وتيرة هذا التطور ضعيفة مقارنة باللغات الأخرى. 

بلغة الأرقام يمكننا القول بأنه: 

• أصبح بمقدور أكثر من نصف سكان الوطن العربي الوصول إلى الإنترنت بزيادة 32% عن النسبة المسجلة سنة 2012.

• تحتل اللغة العربية المرتبة الخامسة من بين اللغات العشر الأكثر استخدامًا على الإنترنت. 

• يستقبل موقع تويتر أكثر من 17 مليون تغريدة باللغة العربية يومياً، مما يجعلها أسرع اللغات نموًا على هذا الموقع.

• يقدر عدد متصفحي الإنترنت من المتحدثين بالعربية بنسبة 4.8% من إجمالي الاستخدام العالمي. 

• يقدر عدد سكان العالم العربي بـ 375 مليون نسمة، ولا يستخدم الإنترنت سوى 155 مليون نسمة منهم، بنسبة 42%. 

• بالنسبة لموسوعة ويكيبيديا فإن محتوى اللغة العربية يحتل المرتبة الثالثة عشر بين 140 لغة من لغات العالم.

صناعة المحتوى الرقمي العربي 

تتعدد العوامل التي تبطئ عملية تطوير المحتوى الرقمي العربي، منها: 

1. ضعف جودة تصميم المواقع وتعهد القائمين عليها بالصيانة والتحديثات المستمرة. حيث إن ضعف جمالية التصميم عامل أساسي في ندرة الإقبال.

2. ضعف جودة المحتوى، حيث أن المستخدم يبحث عن محتوى غني يلبي احتياجاته المعرفية، وأن يكون خالٍ من الأخطاء اللغوية والإملائية. 

3. عدم الاهتمام بآليات البحث والوصول إلى المعلومة. 

4. القرصنة وإهدار حقوق الملكية والنشر، حيث أن مزودي المحتوى ليس لديهم أدنى فكرة عن ما هو مسموح به قانونياً على مستوى كل بلد؛ لذا تكون فرص التوسع والنمو محدودة.

5. نقص الموهبة والخبرة لدى مزودي المحتوى، مما يضعف من جودة المحتوى ودقته وصلاحيته. 

كيفية النهوض بالمحتوى العربي 

تتعلق مشكلة المحتوى العربي بجودته وكميته في آن واحد، فهناك نقص في المحتوى الأصيل والمحلي وعالي الجودة. لذلك، أُطلقت العديد من المبادرات والتحركات في السنوات الأخيرة دعمًا للمحتوى الرقمي العربي على الانترنت. ومن أهم تلك المبادرات هي: مشروع الإسكوا والذي يدعم صناعة المحتوى الرقمي العربي من خلال الحاضنات التكنولوجية.

وبالرغم من كل هذه المبادرات والمشاريع إلا أن المحتوى العربي لا زال ضعيفًا، ولا زال تطور المحتوى العربي على الإنترنت يلقى الكثير من العقبات. ووفقًا لكتاب Mapping Sustainability فإن:"غياب أو عدم كفاية التشريعات المتعلقة بحقوق النشر الرقمية والتجارة الإلكترونية، والتصفية والرقابة الشديدة على المحتوى الرقمي في العديد من بلدان الإسكوا" تعد بعضًا من العقبات".

اقرأ المزيد عن ما مدى نمو وتطور المحتوى العربي الرقمي

أخيرًا، رغم تعدد المبادرات التي تدعم رفع الوعي بين العرب على أهمية زيادة المحتوى العربي على الإنترنت، إلا أنها ليست كافية لتحقيق الهدف الأساسي؛ لذلك يجب أن يكون هناك تعاون حقيقي وملموس بين الحكومات، الشركات العملاقة، المنظمات الدولية والمحلية، وبالطبع مستخدمي الإنترنت العرب. 

ونحن في أفضل التحليلات نسعى بشكل حقيقي لأن نكون أحد أهم المنصات العربية التي تدعم المحتوى الرقمي العربي بشكل أساسي. 

للمزيد من المقالات المختصة بالمحتوى الرقمي العربي، لا تتردد بزيارة موقعنا أفضل التحليلات.